4/13/08

مقتطفات من كلمتى فى حفل المجلس الأعلى للثقافة لتكريم أ.د عواطف عبد الكريم لحصولها على جائزة الدولة التقديرية فى الفنون





قليل من البشر من استطاع أن يقفز عبر الزمن متشبثاً بالشوق نحو المستقبل، دونما احتراق عبر سفر العقل والروح فى سرعة اسرع من سرعة الضوء ذاته. وإذا كان توفيق الحكيم قد عبر عن ازمة الفنان المصرى الباحث عن الضوء فى عصفور الشرق وكيف أنه وصل إلى الحرية ولكنه احترق، فما هذه إلا استعارة عما يتكبده الفنان فى رحلة البحث عندما تحرقنا نار الشوق لتنير الطريق للروح والعقل معاً أكثر من دمارهما. وعواطف عبد الكريم هى بلاشك من اولئك القلائـل، قفزت قفزة زمنية ثقافية مثبتة لنا ولجيل وجد القدوة أن الانسان المصرى والمرأة المصرية على وجه التحديد تستطيع أن تقف ضد كل العوائق وأن تشكل حياتها، متحدية قوانين المكان والزمان الثايت

( الفقرة التالية من المسودة ولم تقرأ فى الحفل)

يحدثنا العلم الحديث وخصوصاً الفيزياء الكمية عن وجود عوالم متداخلة من أزمنة وأمكنة، حقيقية ومتخيلة، خارجية وداخلية، ماضية وحاضرة ومتوقعة. وهاهى عواطف عبد الكريم فجأة تستقل تاكسياً إلى محطة قطار فى فيينا إلى سالزبورج، مع طفلتها الرضيع على حجرها، وها هو سائق التاكسى يعلم فى آخر لحظة أنه عليه أن يأخذ الإتجاه المعاكس من الطريق وهو فى الجانب الإخر من المدينة، حتى تتمكن من اللحاق بالقطار وآداء امتحان القبول، وهاهى مع ابنتها وحقائبها على تريلة الحقائب يجرها عامل السكة الحديد لتحلق فى آخر لحظة بالقطار.......ذاهبة إلى مجهول كله إثارة. وهاهى فى لحظة أخرى تتخذ قرارات بالنحت فى كتلة جبل بكر! مشكلة الظروف الجغرافية، تنحتها نحتاً، لتشكل حياتها وتفجر أنهاراً تفيض المعرفة منها



( الفقرة التالية من ختام كلمة الحفل)

هنيئاً لك ولنا فوزك بالتقديرية، وعفواً إن تأخر الحصول عليها، فالجبل الشامخ المتفجرة منه البحيرات، لم يكن، ولن يكون، مشغولاً بلفت الأنظار، وسيظل متطلعاً إلى الأفق والمستقبل دائماً.

No comments: